عدد الرسائل : 572 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : تمام المزاج : المهنه : الهوية : تاريخ التسجيل : 13/08/2007
موضوع: شركة "سوني " تخترع حاسوب الجريدة المحمول الأحد ديسمبر 07, 2008 12:34 pm
شركة "سوني " تخترع حاسوب الجريدة المحمول
قبل 40 عاماً كانت فكرة الحاسوب الشخصي لا تختلف في غرابتها وسخفها عن فكرة امتلاك مفاعل نووي شخصي! كانت الحواسيب في ذلك الوقت أجهزة ضخمة شرهة للطاقة وتكلف الملايين وتأخذ مساحة كبيرة وتحتاج لتبريد مستمر، مع ذلك كان هناك أناس يحلمون بحواسيب شخصية يمكنهم العمل عليها في المنزل، أو أكثر من ذلك يمكنهم حملها معهم أينما كانوا.
ألن كاي وضع قبل 40 عاماً تصوراً للحاسوب الشخصي المحمول وسمى فكرته داينابوك (Dynabook) وتوقع أن يتمكن مصنعوا الحاسوب من صنع فكرته في عام 1985م لأنه لاحظ أن الحواسيب بدأت تصغر من ناحية الحجم ويرتفع أداءها بمرور الوقت، وبالفعل ظهرت أول الحواسيب المحمولة في بدايات الثمانينات واليوم يمكن لحاسوب كفي بسيط أن يتفوق على أفضل سوبر كمبيوتر في السبعينات … هل تستطيع تخيل أننا بعد 20 عاماً قد نستخدم حواسيب شخصية تتفوق على أقوى سوبر كمبيوتر اليوم؟ وستكون حواسيب صغيرة يمكن أن نحملها في جيوبنا!
قد تسأل: من هو ألن كاي هذا ولماذا علي أن أهتم بما يقول؟ في الحقيقة لا شيء يجبرك على أن تهتم بما يقوله أي شخص، لكن إن كنت مهتماً بالحاسوب كعلم وتؤمن أن هناك مساحة كبيرة لتطوير الأفكار في هذا المجال فعليك أن تنتبه لما يقوله ألن، فأنت الآن بالتأكيد تستخدم شيئاً من الأفكار التي ابتكرها ألن مع فريق من المهندسين، الواجهة الرسومية التي تستخدمها ابتكرت في الستينات وبدأت مع رجل يسمى دوغلاس إنجلبارت الذي ابتكر الفأرة ثم طورت الواجهة لتصبح رسومية في معهد أبحاث زيروكس ، وأنجز العمل ألن كاي مع مجموعة من زملائه.
الأفكار في هذه الواجهة انتقلت إلى نظام ماك ثم إلى الأنظمة الأخرى ، لكن الانتقال كان مشوهاً فمن المفترض ألا تكون هناك تطبيقات أو برامج، بل مجموعة من الأدوات التي يمكن استخدامها في أي مكان ، ومن المفترض ألا يحتاج المستخدم للتعامل مع شيء يسمى “نظام تشغيل” بل يتعامل مع لغة برمجة ومن خلالها يمكنه أن يطور الأدوات التي يحتاجها، من المؤسف فعلاً أن هذه الأفكار لم تنتقل لأنظمة اليوم ومن المؤسف أن أفكاراً في الستينات والسبعينات لا زالت متقدمة على ما نستخدمه اليوم.
ألن طور مع زملائه لغة سمالتلك وهي لغة برمجة بالكائنات أو بالعناصر (Object-oriented programming) وتحوي كثيراً من الأفكار التي تستحق أن يطلع عليها أي مبرمج، فمثلاً اللغة مكتوبة بنفسها! أي مترجم لغة سمالتلك مكتوب بلغة سمالتلك! وهذا يعني إمكانية تغيير كل صغيرة وكبيرة في اللغة ومشاهدة تأثير التغيير فوراً.
من هذه اللغة ظهرت لغات كثيرة، لكن سكويك هي الأهم في رأيي لأنها لغة برمجة رسومية لا تحتاج لكتابة أوامر معقدة وهي موجهة في الأساس للأطفال وكل حاسوب XO من منظمة OLPC يحوي هذه اللغة، وبالمناسبة، ألن شارك في تطوير حاسوب XO.
لنعد إلى داينابوك، الفكرة ظهرت في عام 1968م وهي تصور لحاسوب وليس حاسوباً حقيقياً، الهدف من الحاسوب هو توفير وسيلة للأطفال من كل الأعمار للوصول إلى المعلومات بكل أشكالها الرقمية (النص، الصوت، الفيديو، الألعاب، التفاعل) وتوفير وسائل تعينهم على فهم العالم من حولهم وبالتالي يتعلمون بأنفسهم ومن خلال التفاعل مع الأطفال الآخرين.
الحاسوب يمكنه أن يكون مناسباً للكبار أيضاً ويعمل كامتداد لعقولهم ويعينهم على فهم العالم من حولهم وعلى إنجاز أعمالهم.
مواصفات الجهاز التي وضعت في ذلك الوقت كانت بسيطة وعملية وتنظر للمستقبل بدلاً من أن ترضى بالواقع، لم يكن بالإمكان صنع هذا الحاسوب في عام 1968م، لكن اليوم يمكن فعل ذلك:
القياسات والوزن حولتها من الباوند والإنش إلى النظام المتري المتبع في دولنا، ألن لم يكتفي بوضع تصور للحاسوب بل قام بصنع نموذج كرتوني بنفس القياسات والوزن الذي يريده لكي تكون الفكرة أكثر واقعية.
وهناك تفاصيل أخرى في المواصفات لكنها غير مهمة، الجهاز اليوم يمكن إنتاجه بمواصفات أفضل من التصور الذي وضعه ألن قبل 40 عاماً، ما هو مهم اليوم هي الخدمات التي تصور ألن أنها ستكون متوفرة مع الجهاز ، هذه الخدمات يرى ألن أنها غير متوفرة اليوم بالشكل المطلوب و بالتالي يرى أن فكرته لم تطبق بعد.
المقصود بالخدمات هنا هي البرامج والمحتويات، كما قلت سابقاً من المفترض ألا تكون هناك تطبيقات ولا أنظمة تشغيل بل لغة برمجة يمكن للمستخدم من خلالها تطوير أي اداة يريدها، ومن خلال الأدوات المتوفرة يمكنه التعامل مع أي نوع من البيانات.
ألن يقول بأن الفكرة هي تشكيل ما يسمى بالإنجليزية Mashup، وفي عالم الويب اليوم Mashup تعني خدمة جديدة - وربما مبتكرة - مشكلة من خليط خدمات ومحتويات متوفرة سابقاً، وفي داينابوك من المفترض أن يكون يشكل المستخدم أدوات جديدة بحسب احتياجاته من خلال جمع أدوات ومحتويات متوفرة سابقاً. تأملات
أول شاشة بلازما مسطحة ظهرت في الستينات من القرن الماضي وكانت بحجم 1 إنش! ألن وغيره رأى أن الشاشة المسطحة تعني بالضرورة إمكانية وضع الحاسوب خلف الشاشة ليكون حاسوباً مسطحاً بحجم صغير، تطبيق هذه الفكرة اليوم يأتي بأشكال مختلفة أشهرها وأفضلها في رأيي هو حاسوب آي ماك من أبل.
إذاً فكرة الحاسوب الكل في واحد ليست جديدة، بل وطبقت منذ السبعينات فلماذا لا نرى المزيد من هذه الحواسيب؟
نقطة ثانية متعلقة بصنع نموذج كرتوني للفكرة، هذا المجسم مفيد جداً لتقريب الفكرة للناس فلم تعد الفكرة شيئاً خيالياً بل شيء حقيقي ملموس يمكن تطويره وتغييره، نحن لدينا كثير من الأفكار التي يمكن تطبيقها بهذا الشكل، إجمع ألواحاً كرتونية واصنع منها نموذجاً لفكرتك، استخدم الخشب أو الورق أو أي مادة أخرى لصنع مجسمات لأفكارك، هذا أفضل بكثير من مجرد كتابة فكرة على الورق ، وشخصياً سأقوم بصنع نموذج لداينابوك لأنني معجب بهذه الفكرة.
في الماضي القريب أنتجت أبل بيئة برمجة تسمى هايبركارد فتحت أبواب فرص لكثير من الناس، بفضل هذه البيئة تمكن أشخاص لا علاقة لهم بالبرمجة من صنع برامجهم الخاصة، وقد قرات قصصاً كثيرة لأناس استخدموا هايبركارد، فمثلاً هناك طبيب أسنان طور نظام إدارة متكامل لعيادته وهو ليس مبرمجاً، لكن هايبركارد كان بسيطاً كفاية لكي يتعلمه وقوياً كفاية لكي يوفر له كل الخصائص التي يحتاجها.
للأسف أبل أوقفت تطوير هايبركارد ولم يتقدم أحد لتطوير برنامج مماثل، حتى اليوم لا يوجد برنامج مماثل من ناحية سهولة الاستخدام وغنى الإمكانيات، ألن كاي يرى أن هايبركارد طبق معظم الأفكار التي وضعها في تصور داينابوك، نحن بحاجة لشيء مماثل اليوم بدلاً من الاكتفاء باستهلاك برامج أنتجها أناس آخرون.
ألن يرى أن الحواسيب الصغيرة (Netbook) التي انتشرت اليوم مخيبة للآمال لأن الناس لا يستخدمونها إلا لتطبيقات بسيطة أو لتصفح الشبكة، والشاشات الصغيرة لا تعطيهم مساحة لفعل الكثير.
التحدي الحقيقي هو عدم اتباع معايير اليوم المتبعة وتحدي المألوف لإنتاج شيء جديد، لكنني لا أظن أن هناك شركات ستخاطر بفعل هذا، لا أظن أن هناك شركة ستقول “تخلصنا من نظام التشغيل وأعطينى المستخدم لغة برمجة” أو تقول “تخلصنا من كل البرامج ، المستخدم لا يحتاج برامج بل أدوات” لا أظن أن هذا سيحدث قريباً لأن أنظمة التشغيل اليوم والبرامج كلها مرتبطة باقتصاد كبير وآلاف من الناس يعملون في إطار هذا الاقتصاد، أي فكرة من شأنها أن تكسر هذا الاقتصاد ستحارب وتقاوم.
ولكن شركة سوني قدمت المفاجأة الألكترونية للعالم وذلك بإختراع حاسوب الجريدة النقال المستقبلي ويتميز الحاسوب الجديد بتقنياته واستخداماته الكثيرة , فحجمه اصغر من التصور ، وسنحمله مثل الجريدة حين نطويها .