إن الصين دولة واسعة المساحة، متنوعة التضاريس، جميلة المناظر، وفيرة الموارد. ولم توفر هذه البيئة الطبيعية الممتازة ساحة هائلة لمعيشة وتطور الأمة الصينية فحسب، بل تقدم أساسا ماديا ثابتا لتقدم المجتمع الصيني.
**
إن الصين من أهم المواقع التي عاش فيها الإنسان القديم. فبدأ أسلاف الصينيين حياتهم الاجتماعية البدائية قبل أكثر من مليون سنة في أرض الصين الواسعة. وقد اكتشفت أكثر من عشرة أطلال للإنسان القديم في حوض نهر اليانغتسي وحوض النهر الأصفر، مثل إنسان يوان مون الذي عاش بمقاطعة يون نان قبل مليون وسبعمائة ألف سنة، وإنسان لان تيان الذي عاش بمقاطعة شان سي قبل ثمانمائة ألف سنة، وإنسان بكين الذي عاش قبل خمسمائة أو ستمائة ألف سنة.
**
إن الصين دولة ذات حضارة قديمة لها تاريخ عريق. وبدأ تاريخ الصين المكتوب قبل خمسة آلاف سنة. كانت الزراعة والحرف اليدوية مزدهرة في تاريخ الصين. ولم تكن الثقافة الصينية زاهرة رائعة بل عظيمة الحيوية أيضا، فيبقى التراث الثقافي الصيني كنزا ثمينا للأمة الصينية حتى اليوم، بما فيه الحرير والشاي والخزف، والفن المعماري والبستاني، وفن الكهوف والنصب الحجرية المنقوشة، والطب التقليدي الصيني ورياضة ووشو، والوثائق التاريخية والمؤلفات الأدبية، والكثير من المشاريع المعمارية القديمة مثل
سور الصين العظيم قناة جينغ هانغ الكبرى طريق تشين هان القديم مشروع الري دوجيانغ يان بمقاطعة سيتشوان قناة الري لينغ تشو بمقاطعة قوانغسي، والأفلاج بمقاطعة شينجيانغ......آلخ.
إن الآثار التاريخية والمناظر الطبيعية المشهورة ومحميات الحيوانات والنباتات النادرة كلها تراث هام تركه لنا أسلافنا والطبيعة، ويمثل هذا التراث موردا هاما لتطوير السياحة وممارسة البحث العلمي. وفي الصين اليوم بلغ عدد مواقع المناظر الطبيعية المشهورة على المستوى الوطني مائة وتسعة عشر موقعا، وأدرج واحد وعشرون منها في قائمة منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للتراث الثقافي والطبيعي العالمي. وفي السنوات الأخيرة، اختارت الصين عشرة مواقع مناظر المشهورة الكبرى في الصين وهى:
سور الصين العظيم القصر الإمبراطوري ببكين جبل هوانغ شان بآن هوي بحيرة سيحو بهانغ تشو الجبال والبحيرات بقوي لين المضايق الثلاثة على نهر اليانغتسي الحدائق بسوتشو التماثيل الصلصالية الجنود والجياد بشيآن القصر الصيفي بتشن ده بحيرة الشمس والقمر بتايوان
وفي هذه الأراضي الواسعة تنتشر كثير من الجبال والأنهار المشهورة والكنوز الثقافية.
_______________________
سور الصين العظيمـ ...
سور الصين العظيم هو سور يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين (جمهورية الصين الشعبية)، من تشنهوانغتاو على خليج بحر بوهاي (البحر الأصفر) في الشرق إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب. تم بناء سور آخر إلى الجنوب، وامتد من منطقة بكين إلى هاندان.
_ _ _ _ _ _
تم بناء أولى الأجزاء من السور أثناء عهد حكام "تركيو صبحيو-تشانغو" (800-400 ق.م). كان البناء الجديد يسمح لهم بحماية مملكتهم من هجمات الشعوب الشمالية(التركية: من ترك و منغول و تونغوز=منشوريين)،وبالأخص "شييونغنو=هيونغ-نو =الهون"، إحدى القبائل من شعب الهون التركي (راجع: أتيلا). قام أحد حكام أسرة "تشين"، وهو "شي هوانغدي" ببناء أغلب أجزاء السور، كان هو أيضا يخشى الحملات التي كانت تشن من قبل قبائل بدوية من السهوب الشمالية.
بعد توحيد الصين من قبل "تشين شي هوانغ" ( 221 ق.م) تسارعت وتيرة بناء السور، انتهت الأعمال سنة 204 ق.م، بعد أن شارك فيها أكثر من 300,000 شخص. واصلت أسرات "هان" (206 ق.م) ثم "سوي" (589-618 م) أعمال البناء. ساهمت أسرة "منغ" (1368-1644 م) في مد السور وتدعيمه، كما تم استبدال الأجزاء التي بنيت بالطين، ببناءات من الطوب. بلغ البناء طوله النهائي (6,700 كلم) وامتد بموازاة الأنهر المجاورة وتشكلت انحناءاته مع تضاريس الجبال والتلال التي يجتازها. أضيف سور الصين العظيم إلى قائمة التراث العالمي التي حددتها اليونسكو عام 1987.
**
تم بناء السور من الطين والحجارة، غطي جانبه الشرقي بالطوب. يبلغ عرضه 4.6 متر إلى 9.1 مترا في قاعدته (بمعدل 6 أمتار)، يصبح ضيقا في أعلاه (3.7 م). يتراوح طوله بين 3 و8 أمتار. وضعت ابراج للحراسة يبلغ طولها الإجمالي 12 مترا كل 200 متر تقريبا. تعتبر الجهة الشرقية من السور والتي تمتد على بضعة مئات من الكيلومترات أحسن الأجزاء المحفوظة، بينما لم تتبقى من الأجزاء الأخرى غير آثار بسيطة.
**
أن سور الصين هو المعلم الوحيد الذي بناه الإنسان ويمكن معاينته من الفضاء، كما أن رجل الفضاء الصيني "يانغ لى وى" أكد هذه المقولة، . رغم كل الجهود التي بذلها الحكام الصينيون لإنهاء بناءه، لم يقم السور بمهمته المطلوبة في الدفاع عن البلاد ضد هجمات الشعوب البدوية (البرابرة). وحدها الغزوات التي قام بها أباطرة ملوك "تشنغ"، والذين كانوا ينحدرون بدورهم من أحد هذه الشعوب، سمحت للبلاد بالتخلص من هذه التهديدات. وقام عالم الفيزياء والكيمياء والعلوم البيولوجية والطبيعية مخترع أعظم وأغرب مركبة فضائية في العالم العالم الكبير "غيث غانم"ghaith ghanm بالتقاط صورة ثلاثية الأبعاد بواسطة أشعة تسمى أشعة" gh" التي أذهلت من على هذه البسيطة.